بسم الله الرحمن الرحيم
بدا تركي الدخيل مقاله في صحيفة الوطن بسؤال ؟
هل السعوديون متذمرون ؟
هل نحن شعب متذمر؟!
التعاطي مع هذا السؤال، ومحاولة البحث عن إجابة له، تبدو مثل عملية الخوض في حقل ألغام، وبالذات، إذا كانت الإجابة تميل إلى الـ(نعم)، أكثر من ميلها إلى الـ(لا)، أي إننا شعب متذمر، رغم ما يعانيه فئام منا من شظف العيش، وصعوبة الحياة.
بالأمس القريب، كنت أتحدث مع مدير إدارة في بنك عربي في لندن، هو رجل إنجليزي، في العقد الرابع من العمر. وكعادة أسئلة المجاملات، يجري أن يجر الحديث نفسه إلى السكن، وبخاصة في أجواء لندن.
سألته عن مكان سكنه، فقال لي: ليس بعيداً. احتاج إلى ست ساعات يومياً للتنقل بين بيتي وعملي وبالعكس!
فغرت فمي تعجباً! ست ساعات، وليس بعيداً. كان الرجل يريد السخرية بقوله إن منزله ليس بعيداً.
يسكن الرجل في مدينة تقع على الساحل البريطاني، ويقطع ثلاث ساعات في المجيء إلى عمله، ومثلها في العودة إلى بيته.
يستيقظ الرجل في الخامسة فجراً، ليكون على مكتبه في التاسعة. ويغادر المكتب في الخامسة، ليصل بيته في الثامنة مساء.
قال لي: وجدت أني أستطيع أن أسكن في منزل بأربع غرف في منطقة هادئة وجميلة، وحديقة منزلية صغيرة، بذات القيمة التي لا أستطيع أن أحصل في لندن على أكثر من شقة بغرفة واحدة. ففضلت السعة على الضيق.
صحيح أنه يدفع ثمن هذه السعة من وقته، وتكلفة تنقلاته بالقطار، تعادل ثمانية آلاف جنيه إسترليني، أي ما يعادل خمسة وأربعين ألف ريال، عندما هبطت قيمة الجنية الآن، وإلا فقد كانت القيمة قبل نحو عام أكثر من أربعة وستين ألف ريال سنوياً.
مع كل هذا الجهد والتعب وصرف النقود، بدا لي الرجل سعيداً بحياته، ويعتقد أنه اختار الخيار الأفضل، وبدا مستمتعاً بالساعات الست التي يقضيها في الذهاب والقدوم عبر القطار، فقال: أقضي وقتي بين قراءة أوراق عملي وتصفح الصحف، واستخدام الكمبيوتر المحمول، للرد على الإيميلات.
أعرف أن هناك نماذج سعودية تعيش قصصاً مشابهة، وبخاصة العاملين في القطاعات النفطية، لكني أتسائل: لماذا نبدوا متذمرين دائماً من واقعنا، وكأننا أسوء الناس حالاً؟!
يعبر تركي الدخيل عن حال المجتمع السعودي فهل هو جاد عندما قال ذلك ارجواكم ابي آرئكم وتفاعلكم