*** ( اتيكيت ) الحـــوار في المناســـــبات الاجتماعيــــة ..... !!! ***

رانيا تادرس - اختيار الكلمات،
وأسلوب التعامل مع الآخرين ركنان مهمان في حياة البشر عموماً والنساء خصوصاً،
حيث ان هناك ملامح شخصية داخلية لا يمكن تغييرها،
وبالمقابل هناك مهارات سلوكية يتم اكتسابها وتعلمها وممارستها في مختلف نواحي الحياة، وهذا ما يعرف بـالاتيكيت.
وبهذا الصدد، تعرِّف مُدرسة مادة الاتيكيت في المعهد الدبلوماسي سوزان القاسم
الاتيكيت بأنه (مجموعة القواعد التي تعارف الناس على احترامها والنظر إليها باعتبارها المؤشرات التي تدل على السلوك القويم والذوق الراقي)
وباختصار فإنه فن الخصال الحميدة
. وتتابع مراعاة السلوك والآداب هي معيار الإنسان المتحضر خصوصاً ان السلوك وآدابه يهذب تصرف العقل،
مما يخلق جو احترام سلوك الآخرين ونمط حياتهم،
لاكتساب احترام الآخرين،
إضافة الى أن الأديان السماوية جميعها،
تحثّ على مكارم الأخلاق وتدعو الى احترام أخلاق الأمم.
وتستدرك على النساء ادراك الفروق الكبيرة بين ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها وبين قواعد السلوك في المجتمعات المختلفة،
ولا يمكن تخطي الفواصل بين الحضارات بالإسراف في الإنفاق أو التظاهر بالمعاصرة لاسيما في المناسبات الاجتماعية حيث خصوصيتها في اختيار مواضيع الحديث وفن الحوار.
ويعتبر الاتيكيت فناً في تفاصيل حياتية مهمة منها الحديث والحوار في المناسبات الاجتماعية، وتبيّن القاسم انه من السهل أن تتعلم النساء كيف يصبحن متحدثات لبقات لهن حضور مميز ويحظين باحترام مجتمعهن كون فن الاتيكيت سلوكاً مكتسباً،
ومن النصائح التي تقدمها القاسم للنساء في مختلف المناسبات الاجتماعية سواء أكانت دعوات عمل أم ترفيهية اتباع الاتيكيت ليس بحاجة الى سيدة ذكية جداً أو موسوعة متنقلة كي تصبح متحدثة جيدة،
بل تحتاج أولاً إجادة فن الاستماع للآخرين
ثم التطرق الى هذا الجانب أو ذاك من موضوع الحديث،
وتؤكد أنه لا يحبذ الدخول في المناقشات او الحوارات إلا إذا شعرت المرأة بأن لحديثها أو مشاركتها إضافة نوعية وإيجابية للموضوع المطروح،
وليس فقط بغرض إثبات الوجود.
مشيرة إلى أنه على النساء عند المناقشة دعمها بالحجج والأدلة دون تسفيه رأي الآخرين. وتضيف كم هو جميل أن يتسم الحديث بالأدب والألفاظ اللائقة والصوت الهادىء الوقور الذي يليق بطبيعة الأنثى،
مع ضرورة الانتباه الى تعابير الوجه عند الاستماع الى حديث الآخرين،
بحيث لا تعكس هذه التعابير الاستخفاف أو الاستصغار بالمتحدثين،
فالابتسامة وحركات العيون وإيماءات الرأس تعابير تدل على مشاركة فاعلة ورغبة في الاستزادة من الحديث او الموافقة عليه.
ومن فنون الاتيكيت - كما تذكر القاسم -
ضرورة الابتعاد عن عادة الهمس في أذن من تجلس بالجوار في المناسبات المختلفة،
حيث انها توصف في عالم الاتيكيت بـعادة غير محببة،
خصوصاً انها قد تضايق بقية المدعوات،
ويتراءى للبعض بأنهن موضوع الهمس وبخاصة إذا ما تخلل الهمس الضحك.
ومن الأمور التي يركز عليها فن الاتيكيت
انه لا يجوز إطلاقاً أثناء المشاركة في الحديث أو النقاش استخدام الألفاظ غير المحببة وعبارات الاستخفاف مثل
(كلام فارغ، كذب...الخ)
بل يجب استبدالها دائماً بعبارات أخرى مثل
(هناك وجهة نظر أخرى،
هناك بعض الوقائع التي لم تذكر، قد يكون من المناسب)،
ومن قواعد الاتيكيت أن السيدة اللبقة هي التي تستطيع تغيير مجرى الحديث إذا ما لاحظت انه أصبح اقرب الى النميمة والاستغابة.
ومن العادات غير المحببة في المناسبات الاجتماعية،
كما تذكر،
طرح الأسئلة الشخصية،
كالاستفسار عن الدخل الشهري او السنوي للعائلة،
أو إيجار المنزل،
أو ثمن سلعة تم شراؤها، كذلك لا يحبذ طرح او مناقشة القضايا والمسائل الجدلية المتعلقة بموضوعات الدين والسياسة والأحزاب وغيرها. وتعتقد القاسم أن أساليب التعامل فيما بين الناس والتواصل معهم تتطلب جهداً وقواعد بسيطة من شأنها ترك انطباع جيد يدوم فترة طويلة يتعدى المناسبة الاجتماعية
. لاسيما في ظل الانفتاح على حضارات العالم اذ انه يشكل ركناً أساسياً من أركان التقدم والتطور والوعي،
فمن الضروري اكتساب مهارات تلائم حاجات كل امرأة دون الابتعاد عن آداب السلوك التي ورثناها عن حضارتنا العربية.