سعودي وكلي فخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


سعودي وكلي فخر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نوف
عضو مميز
عضو مميز
نوف


الجنس : انثى عدد المساهمات : 655
نقاط : 1095
تاريخ التسجيل : 11/04/2009
العمر : 39
الموقع : الرياض
المزاج : متقلب

ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه Empty
مُساهمةموضوع: ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه   ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه Icon_minitimeالسبت أبريل 18, 2009 10:49 pm

اليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دون جدال أو نقاشٍ أو تنطع. ما نهى عنه ينتهي، وما أمر به يأتي منه ما استطاع، ونجد مصداق ذلك في أحداث كثيرة منها:

- عُرِض الإسلام على أبي بكر، وأن يدخل في دين جديد ما سمع به من قبل، وأن يترك دين الآباء والأجداد، وأن يخالف الناس أجمعين، ويتبع رجلا واحدا، أمر عجيب لا بد أن يلتفت إليه.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

مَا دَعَوْتُ أَحَدًا إِلَى الْإِسْلَامِ إِلَّا كَانَتْ لَهُ عَنْهُ كَبْوَةٌ وَتَرَدُّدٌ وَنَظَرٌ، إِلَّا أَبَا بَكْرٍ مَا عَتَمَ(كف بعد المضي فيه) عَنْهُ حِينَ ذَكَرْتُهُ، وَمَا تَرَدَّدَ فِيهِ.

يقين كامل أن هذا الرجل صلى الله عليه وسلم لا يكذب.

- حادث الإسراء:

أخرج الحاكم في مستدركه عن عائشة رضي الله عنها قالت:

جاء المشركون إلى أبي بكر فقالوا:

هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس.

وهذا أمر عجيب جدا، وَضَعْ نفسك مكان أبي بكر الصديق، فالمسافة بين مكة والقدس أكثر من مائة يوم للذهاب فقط، فكيف يذهب، ويعود في ليلة؟! قال:

أوَقال ذلك؟

قالوا:نعم.

فقال: لقد صدق.

دون أن يذهب إلى رسول الله ليستوثق منه، ثم يعطي التبرير لمن يستمع له، قال:

إني لأصدقه بأبعد من ذلك بخبر السماء غدوة وروحة.

ويقال إنه لأجل هذه الحادثة سمي أبا بكر الصديق، والثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي سمى أبا بكر بالصديق.

روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحد، وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال:

اثْبُتْ أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ.

بل في رواية الحاكم في المستدرك عن النزال بن سبرة رحمه الله أن الذي سماه بذلك هو الله عز وجل، قال النزال بن سبرة:

قلنا لعلي: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن أبي بكر.

قال: ذاك امرؤ سماه الله الصديق على لسان جبريل، وعلى لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وكان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضيه لديننا، فرضيناه لدنيانا.

ويقول الله عز وجل:

[وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ] {الزُّمر:33} .

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم، والذي صدق به هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

كما أننا نجد أن حياة الصديق رضي الله عنه ما هي إلا تصديق مستمرٌ متصلٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

- موقفه بعد صلح الحديبية، والموقف في صلح الحديبية كان شديد الصعوبة، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان قد رأى في منامه أنه يدخل المسجد الحرام، ويعتمر الناس، ثم لم يحدث هذا في ذلك العام، ثم عقدت معاهدة بنودها في الظاهر مجحفة وظالمة للمسلمين، ثم طبقت المعاهدة على أبي جندل بن سهيل بن عمرو مباشرة بعد إتمام المعاهدة، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين لما جاءه مسلما في مشهدٍ مأساوي مؤثر.

كل هذه الأمور وغيرها أثرت كثيرا في نفسية الصحابة بِهَمٍّ عظيم، وغَمٍّ لا يوصف، وكان من أشدهم غما وهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه، انظر ماذا فعل عمر على عظم قدره، وفقهه، وماذا فعل الصديق رضي اله عنهما.

أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والغيظ يملأ قلبه فقال:

أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، ألست نبي الله حقا؟ وهو لا يشك في ذلك قطعًا، ولكنه يبدي استغرابه مما حدث.

قال: بَلَى.

قلت: ألسنا على الحق، وعدونا على الباطل؟

قال: بَلَى.

قلت: أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟

قال: بَلَى.

قلت: علام نعطي الدنية في ديننا إذن؟

وعمر هنا ليس قليل الإيمان، بل بالعكس يريد ما هو أشق على النفس، ولا يسأل التخفيف أو التغاضي، والرسول صلى الله عليه وسلم كان من عادته أن يوضح، ويبين لكن هنا الرسول يربي على الاستسلام دون معرفة الأسباب، ودون معرفة الحكمة، ما دام الله قد أمر.

قال: إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَهُوَ نَاصِرِي، وَلَسْتَ أَعْصِيهِ.

قلت: أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟

قال: بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ؟

قلت: لا.

قال: فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَوِّفٌ بِهِ.

والرسول صلى الله عليه وسلم صابر جدا في حديث عمر؛ لأنه يعلم ما به من الغم ويعذره، وهذه درجة عالية جدًا من درجات الإيمان وهي غليان القلب حمية للدين.

لكن تعال من الجانب الآخر وانظر إلى أبي بكر.

قلت: فأتيت أبا بكر، فقلت:

يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا؟

قال: بلى.

قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟

قال:بلى.

قلت: أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟

قال: بلى.

قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن؟

قال: أيها الرجل، إنه لرسول الله، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله إنه لعلى حق.

هنا يغضب الرجل الرقيق؛ لأنه شعر أنه في هذه التلميحات إشارة، ولو من بعيد إلى شك في وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟

قال: بلى، فأخبرك إنك تأتيه العام؟

قلت: لا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نوف
عضو مميز
عضو مميز
نوف


الجنس : انثى عدد المساهمات : 655
نقاط : 1095
تاريخ التسجيل : 11/04/2009
العمر : 39
الموقع : الرياض
المزاج : متقلب

ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه   ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه Icon_minitimeالسبت أبريل 18, 2009 10:51 pm

قال: فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَوِّفٌ بِهِ.

والرسول صلى الله عليه وسلم صابر جدا في حديث عمر؛ لأنه يعلم ما به من الغم ويعذره، وهذه درجة عالية جدًا من درجات الإيمان وهي غليان القلب حمية للدين.

لكن تعال من الجانب الآخر وانظر إلى أبي بكر.

قلت: فأتيت أبا بكر، فقلت:

يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا؟

قال: بلى.

قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟

قال:بلى.

قلت: أليس قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار؟

قال: بلى.

قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن؟

قال: أيها الرجل، إنه لرسول الله، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله إنه لعلى حق.

هنا يغضب الرجل الرقيق؛ لأنه شعر أنه في هذه التلميحات إشارة، ولو من بعيد إلى شك في وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قلت: أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟

قال: بلى، فأخبرك إنك تأتيه العام؟

قلت: لا.

ولعلنا نلاحظ التشابه الشديد بين ردود الصديق رضي الله عنه عنه، وردود رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: فإنك آتيه ومطوف به.

يقين تام، ليس فيه ذرة شك من كلام رسول الله، هذا هو الصديق رضي الله عنه، فكان عمر يقول:

ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به.

- هذا اليقين أيضًا يفسر لنا موقفًا عجيبًا من مواقف الصديق رضي الله عنه وهو موقف إعلان الحرب على الفرس، فور الانتهاء من حرب الردة، فهذا من أعجب مواقف التاريخ على الإطلاق، ولنحسبها بحساباتنا المادية البشرية:

- فالدولة دولة ناشئة لا تشتمل إلا على جزيرة العرب فقط.

- والدولة ليس لها تاريخ في الحروب النظامية، فهي مجموعة من القبائل جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أعوام قلائل.

- والدولة خارجة من حرب أهلية طاحنة، هي حروب الردة الضارية، والتي ارتدت فيها كل جزيرة العرب باستثناء ثلاث مدن وقرية.

- والفرس دولة تقتسم العالم مع دولة الروم، أي أنها إحدى الدول العظمى في العالم.

- وتاريخ الفرس قديم في الحروب النظامية، وجيوش الفرس تجاوز الملايين.

- والجيش الإسلامي المعد لحرب الفرس لم يكن يتجاوز العشرة آلاف وصلوا إلى ثمانية عشر ألفًا عند اكتمال العدة، وهو عدد لا يمثل قوة مدينة واحدة من مدن الفرس.

كل هذا وغيره، ومع ذلك يأخذ هذا القرار العجيب بالتوجه لفتح هذه البلاد.

وحتى تفهم هذا القرار ارجع وادرس الموقف في ضوء اليقين الذي تحلى به الصديق رضي الله عنه:

أولًا: رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بَشّر بغلبة هذا الدين بصفة عامة على كل الأمم، والأحاديث أكثر من أن تذكر في هذا المجال، ولكن على سبيل المثال ما جاء في صحيح مسلم عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا.

ثانيًا: ثم لقد سمع بشارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر تخصيصًا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمشركي قريش، وكان فيهم أبو جهل:

أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ كَلِمَةً إِنْ تَكَلَّمْتُمْ بِهَا مَلَكْتُمْ بِهَا الْعَرَبَ، وَلَانَتْ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ.

فقال أبو جهل: ما هي؟ وأبيك لنعطيكها وعشر أمثالها.

قال: تَقُولُونَ: لِا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَتَخْلَعُونَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ.

فصفقوا بأيديهم وقالوا: أتريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلهًا وحدًا؟ إن أمرك لعجب.

وأبو بكر قد قال كلمة لا إله إلا الله وصدق بها وعمل بها وجيش أبي بكر كذلك، فلماذا لا ينصر؟ بل العجب كل العجب ألا ينصر.

ثالثًا: بل هو قد سمع بشارةً أكثر تخصيصًا أيضًا من تلك التي سبقت، فقد كان مع المسلمين في حفر الخندق في الأحزاب يوم اعترضت المسلمين صخرة كبيرة، فقام إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وضربها، وكان مما قال:

اللّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ فَارِسَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الْآنَ.

رابعًا: بل هو رأى بعينه وسمع بأذنه هو دون بقية الصحابة ما حدث في طريق الهجرة من مكة إلى المدينة من أمر سراقة بن مالك، ورأى أقدام فرسه تسوخ في الرمال، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لسراقة: كَيْفَ بِكَ إِذَا لَبِسْتَ سِوَارَيْ كِسْرَى؟

خامسًا: كما أنه رضي الله عنه حضر مباحثات رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بني شيبان أيام مكة، ولما رفض بنو شيبان الدعوة الإسلامية؛ لأنهم اشترطوا شرطًا أن لا ينصروه إذا حارب الفرس، فإنهم ليست لهم طاقة بحرب الفرس، فماذا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

أَرَأَيْتُمْ إِنْ لَنْ تَلْبَثُوا إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يُوَرِّثَكُمُ اللَّهُ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَيُفْرِشَكُمْ نِسَاءَهُمْ، أَتُسَبِّحُونَ اللَّهَ وَتُقَدِسُونَهُ؟

فقالوا: اللهم لك هذا.

سادسًا: بل أكثر من ذلك، فقد حدث من أبي بكر الصديق رضي الله عنه ما يذهب العجب عندك حينما تعلمه، فإنه في أوائل الفترة المكية قد نزل القرآن الكريم بمقدمات سورة الروم وفيها:

[الم(1)غُلِبَتِ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ] {الرُّوم:1: 4} .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نوف
عضو مميز
عضو مميز
نوف


الجنس : انثى عدد المساهمات : 655
نقاط : 1095
تاريخ التسجيل : 11/04/2009
العمر : 39
الموقع : الرياض
المزاج : متقلب

ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه   ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه Icon_minitimeالسبت أبريل 18, 2009 10:53 pm

وكان هذا إخبار بما حدث من هزيمة الروم وبما سيحدث من انتصارهم لاحقًا على الفرس.

ذهب أبو بكر يذكر ذلك للمشركين يغيظهم به، وقد كان المسلمون يفرحون لنصر الروم؛ لأنهم أهل كتاب، بينما يفرح المشركون لنصر الفرس؛ لأنهم وثنيون مثلهم.

فقال أبو بكر: ليظهرن الروم على فارس، أخبرنا بذلك نبينا.

فصاح به أُبَي بن خلف الجمحي: كذبت يا أبا فصيل.

فقال الصديق: أنت أكذب يا عدو الله.

قالوا:هل لك أن نقامرك. فبايعوه على أربع قلائص إلى سبع سنين فمضت السبع، ولم يكن شيء، ففرح المشركون بذلك، فشق على المسلمين، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:

مَا بِضْعِ سِنِينَ عِنْدَكُمْ؟

قالوا: دون العشر.

قال: اذْهَبْ فَزَايِدْهُمْ وَازْدَدْ سَنَتَيْنِ فِي الْأَجَلِ.

قال: فما مضت السنتان حتى جاءت الركبان بظهور الروم على فارس.

إذن هل يوقن الصديق بنصر النصارى على الفرس ولا يوقن بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصر المسلمين على الفرس وغيرهم؟

هذا والله أبدًا لا يكون.

كانت هذه بعض المواقف التي دلت على يقين الصديق رضي الله عنه فيما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقينـًا تامًا، لا يعتريه شك.


الإقتداء الكامل برسول الله صلى الله عليه وسلم
أما الأمر الثاني الذي قاده إليه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو: الإقتداء الكامل برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وإن لم يدرك الحكمة، وهو يتمثل بقوله سبحانه وتعالى: [وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا] {الحشر:7}.

وقوله: [قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ].

وأبو بكر الصديق رضي الله عنه يحب الله عز وجل حبًا لا يُقَدر، ويعلم أن الطريق الطبيعي لحب الله هو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم الاتباع المطلق.

فإن علم الحكمة فبها ونعمت، وإن لم يعلمها فالعمل هو العمل بنفس الحماسة ونفس الطاقة.

كثير من الناس يعرضون أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم على عقولهم القاصرة، فإن وافقت موافقة من عقولهم فعلوها، وإن لم توافق عقولهم أو أهوائهم تركوها ونبذوها، بل قد يسخرون منها، أما أبو بكر فلم يكن من هذا النوع، أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يقتدي برسوله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، حتى لتشعر أنه لا يفرق بين فرض ونافلة، التصاق شديد بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبطريقته ومنهجه، إذا كنت تريد أن تصل إلى ما وصل إليه أبو بكر وأمثاله رضي الله عنهم فاعلم أن قدر السنة عندهم كان عظيمًا جدًا.

- مـا معنى السُّنة؟

ليس المقصود بالسنة النوافل التي كان يؤديها رسول الله صالمقصود من السنة أنها الطريقة، المنهاج، السبيل الذي كان يسلكه في حياته كلها.

السنة هي طريقته في السلم والحرب، في الأمن والخوف، في الصحة والمرض، في السفر والإقامة، في السياسة والاقتصاد، في الاجتماع، وفي المعاملات، في كل وجه من أوجه الحياة.

ابتليت الأمة الآن بمن يقللون من شأن السنة ويكتفون- كما زعموا- بأوامر القرآن، ويتركون توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأنه توجيه رجلٍ من الصالحين أو شيخ من الشيوخ، ونسوا أن له مقامًا لا يصل إليه أحد من البشر،ف هو يتلقى عن رب العزة، ويصف لك ما فيه خير الدنيا، وخير الآخرة.

وقد تنبأ رسول الله هذه الكارثة وهي التقليل من شأن السنة، فقد روى أبو داود والترمذي أن رسول الله قال: يُوشِكُ رَجُلٌ مِنْكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ، يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ عَنِّي فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ.

أي أنه سيكتفي بكتاب الله، وينكر السنة، وكلهم جاهل بكتاب الله، ولو قرأه لعلم ما فيه من آيات تخص اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم:

[مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا] {النساء:80}.

ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي حرم الله.

مشكلة خطيرة يقع فيها كثير من الناس إما بجهل، وإما بقصد، وتلك هي الطامة الكبرى.

فعندما ننظر إلى حياة الصديق رضي الله عنه تجد اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فاق كل اقتداء، تشعر به في أقواله، وفي أفعاله، وفي حركاته وسكناته، وبهذا بلغ المنازل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليقين الكامل بصدق ما قال رسول الله صلى الله عليه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعودي وكلي فخر :: المنتديات العامه :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: